شادي
عدد المساهمات : 11 تاريخ التسجيل : 16/06/2012
| موضوع: وفاة اذن مدرسة الجليل حسين العلي السبت يونيو 16, 2012 6:24 pm | |
| نزح حسين مع عائلته من الجولان إلى المخيم بعد النكسة عام 67 وأقاموا مع بعض العائلات في بادئ الأمر في مدرسة الجليل، وهنا بدأت قصة حسين مع المدرسة والمخيم، فبعد خروج عائلته إلى بيت في حي التضامن المجاور للمخيم بقى حسين طالباً في المدرسة حتى الصف الثالث الابتدائي وبعدها توقف عن الدراسة وبدأت ملامح التخلف العقلي تظهر عليه ولكنه تعلق بالمدرسة المكان وراح يأتي يومياً إلى المدرسة وهو في العاشرة من عمره ولكن ليس كطالب وإنما ليساعد الأذنة في المدرسة ومن وقتها وعلى مدار 45 عام لم يتوقف حسين عن المجيء يومياً إلى المدرسة، يقضي حاجيات المعلمات ويساعد في أعمال التنظيف ويهتم بالأطفال، ولكنه لم يعين موظفاً هناك لصغر سنه وبعد ذلك لأنه لايملك أية أوراق رسمية تثبت شخصيته وكان حسين يحصل على قوته من الإكراميات التي كان يحصل عليها من المدرسين وكان كلما حصل على ورقة نقدية (50 أو 100 ليرة) يهرع لصاحب البوفيه ليصرفها عشرات ويضعها في مقلمته التي جعلها تعمل كمحفظة، كما اعتاد يومياً على شراء الخبز لأسرة أخيه المقيم معهم. احتضن أهل المخيم حسين، فالبعض كان يتذكره بالطعام والبعض بالملابس والبعض كان يسأل عليه يومياً وأحيانا كان البعض ممن عمل في المدرسة يهتم بنظافته وصحته وخصيصاً في السنتين الماضيتين عندما بدأت حالة حسين الصحية والعقلية تسوء. توفي حسين في كانون الأول 2012 صاحب العينين الصغيرين والبشرة السمراء والشارب القصير بقامته القصيرة وجزمته البلاستيك الطويلة وابتسامته البريئة وصراخه على الأولاد المشاكسين الذين كانوا يتسلقوا أسوار المدرسة (وكانوا هم بدورهم يعلموا كيف يستفزونه)، نُقِش حسين بذاكرة المخيم وأهله كرجل طيب وصالح، رحم الله حسين. | |
|